الأربعاء، 23 مايو 2012

راي العلماء في الانتخابات


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ,,,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين ,,,
أما بعد ...,,,
قال الشيخ العلامة المحدث أسد السنة محمد ناصر الدين الألباني :
الانتخابات تشمل الرجل والمرأة ومن هنا يبدأ بطلان هذا النظام ومخالفته للإسلام
ثم نظام الانتخابات يشمل الصالح ويشمل الطالح فلا فرق بين الصالح والطالح ، لكل منهما حق أن ينتخب , ثم لا فرق في هذه الأجناس كلها بين العالِم وبين والجاهل بينما الإسلام لا يريد أن يكون مجلس البرلمان الذي هو مجلس الشورى إلا أن يكون من نخبة الشعب المسلم علمًا وصلاحًا ورجالاً ، وليس نساء وعلى هذا فيجب أن يظل المسلمون يُعنون بالعلم النافع الصالح وأن يربوا أنفسهم وشعوبهم على هذه التصفية والتربية .

قلت : كيف يمكن أن نساوي بين صوت الرجل والمرأة ؟ والله رب العالمين يقول : " وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ "
وكيف يمكن أن نساوي بين صوت العالم والجاهل ؟ والله رب العالمين يقول : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ "
وكيف يمكن أن نساوي بين صوت العفيفة وصوت العاهرة ؟
وكيف يمكن أن نساوي بين صوت المسلم والكافر ؟ والله رب العالمين يقول : " أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ,, مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ "
هذا كله أولا ,,,
ثانيا :
هل يجوز لأحد أن يطلب الولاية والملك ؟
يقول نبيكم المعصوم صلى الله عليه وسلم :
"إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة "
الراوي: أبو هريرة - المصدر : صحيح البخاري .
ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي ، فقال أحد الرجلين :
أمِّرّنا يا رسول الله ، وقال الآخر مثله ، فقال : إنا لا نولي هذا من سأله ، ولا من حرص عليه.
الراوي: أبو موسى الأشعري - المصدر: صحيح البخاري

قلت : فمن غير المعقول ولا المقبول أن يطلب الحكم أحدا على الجادة وقد علم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ,,, قد يقول قائل : المرشح الفلاني نحسبه شخصا طيبا ونيته صالحة ,
فنقول له : لن يكون أفضل من الصحابيين رضوان الله عليهما
فإن قال قائل : نحن الأن في ظرف مختلف , وقد يضطر أحد أن يقبل أن يترشح حتى يكون الاصلاح عن طريقه . فنقول له : نبل الغاية لا يبرر أبدا حقارة الوسيلة , فهذا ليس من شرعتنا
فشرعتنا فيها أن : الوسائل لها أحكام المقاصد , فإن كانت الغاية نبيلة وطيبة فينبغي أيضا أن تكون الوسيلة طيبة وكما ذكرنا آنفا عدم مشروعية الانتخابات وكذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الملك .

ثالثا :
لا يخفى على من وهبه الله رب العالمين ذرو من عقل أننا اليوم نعيش في فتن ووقت اختلط فيه الحق بالباطل والخير بالشر والخبيث بالطيب , فمن وفقه الله رب العالمين لمعرفة الحق والعمل به فينبغي عليه أن يبتعد عن كل فتنة وكل عمل يقربه من الفتنة فهذا يخون هذا , وهؤلاء يتعصبون لشخصية بعينها وآخرون يكافحون عن آخر ,وهذه بالطبع من دعاوى الجاهلية والتي حذر منها رسولنا صلى الله عليه وسلم فعندما كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار،وقال المهاجري يا للمهاجرين ،
فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما بال دعوى جاهلية .
قالوا : يا رسول الله ، كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ،
فقال : دعوها فإنها منتنة .
ولا شك أننا نمر الان بظروف أسوأ , فكل حزب وكل فصيل يتعصب لشخص معين
من مرشحي الرئاسة ولا ينظرون ويتأملون في نصوص الوحيين .
وأيضا عندما سأل حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زمان فيه شر فقال في معرض ما سأله :
قلت ( أي حذيفة ) : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟
قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ،ولو أن تعض بأصل شجرة،حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
الراوي: حذيفة بن اليمان المصدر: صحيح البخاري .
فاتقوا الله في أنفسكم ودعوكم من هذا الرَهَجِ فما تَحتَهُ إلا تَهَارُشُ الحُمُرِ .

رابعا :
إن كان هناك في زمن من الأزمان فرصة لإختيار ولي الأمر فهذا لا يكون لعوام المسلمين
بل هو خاص بأهل الحل والعقد ,,, ومع الأسف ليس لهم وجود في بلدنا في هذه الفترة .

خامسا :
يقول البشير النذير صلى الله عليه وسلم :
تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله - تعالى - ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكا عاضا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة . ثم سكت . . .
الراوي: النعمان بن بشير ,, المحدث: الألباني - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن .
ويتضح لكل عاقل اليوم أن هذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر بما وقع في الأمة من أن الخلافة من بعده كانت على منهاج النبوة ثم تلاها ملكا عاضا ثم ملكا جبرية في أيامنا هذه .

والسؤال الان : هل يمكن لعاقل أن يقول : أننا خرجنا من الملك الجبري وحان الوقت للدخول في الخلافة التي هي على منهاج النبوة .؟
الاجابة : بالطبع لا ,,, لا يقول بهذا عاقل أبدا ,,,
وذلك بسبب ما يلي :
- أننا لا نستحق كشعب مسلم أن يحكمنا حاكم يسير على منهاج النبوة , فالناظر في مجتمعنا بعين البصيرة يرى أننا متفرقون ومتحزبون وهذا ينافي منهاج النبوة ويرى أننا متساهلون في ديننا وهذا ينافي منهاج النبوة وسيرى أن المجتمع ينظر للمتدين على أنه إما متشدد أو رجعي وهذا ينافي منهاج النبوة , وكذلك سيرى الشرك المستشري في الأمة وهذا ظاهر في توجه الملايين للأضرحة والقبور وسؤال ساكنيها من دون الله رب العالمين في صورة من صور الشرك وكذلك الذبح لغير الله والحلف بغير الله .
- يقول الله تعالى : إن تنصروا الله ينصركم ,
فــ إن : أداة شرط ,, وتنصروا : فعل الشرط ,, وينصركم : جواب الشرط ,
فليسأل منصف نفسه : أين نصر الله ؟
وإن كانت الاجابة : أنه لا يوجد نصر من الله , أفلا ينبغي علينا أن نعلم أن العيب فينا
- يقول تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
فإلى الله المشتكى من أقوام أرادوها " حتى يغيروا حكامهم " . وهيهات هيهات .




سادسا :
الأمر السادس مرتبط بما سبقه ,
فما أريد أن أنقله إليك أخي المسلم , يا من ارتضيت الله ربا والاسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ,, أريد منك أخي المسلم أن لا تنشغل بـــ ( من سيكون الرئيس ؟ )
لماذا ؟؟؟.
الجواب في تلك الأية الكريمة ,
قال تعالى : وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ .
يقول الامام ابن القيم رحمه الله :
وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم،
بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم، فإن استقاموا استقامت ملوكهم،
وإن عدلوا عدلت ملوكهم ، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم ، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك ، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فعمّالهم ظهرت لهم في صورة أعمالهم
وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم،
ولمَّا كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك ، فلما شابوا شابت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولى علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلا عن مثل أبي بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم . انتهى .

قلت : فيا أيها المسلم .. إن كنت تعتقد أننا لا نستحق أولئك الولاة الظالمين فالأفضل لك أن تراجع نفسك وتسأل عن حكم إيمانك ,, لأن إيمانك فيه خلل ,, لأنك تطعن في حكمة الله تعالى .
وكما هو معلوم من كلام السلف : كما تكونوا يولى عليكم ,
فالمفهوم الان : أننا لاينبغي علينا أن نشغل أنفسنا بمن سيأتي , وينبغي علينا أن لا نحجج بتلك الحجج الواهية التي ما أنزل الله بها من سلطان ( من أننا ينبغي أن نشارك في الانتخابات )
( وأننا إن لم نشارك فسيأتي العلمانيون والليبراليون وأعداء الاسلام ليحكمونا )
دعوكم من هذه الحجج التي استوحاها الشيطان إلى مخيلتكم ,.

وأنقل لكم قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو قول سديد منه رضوان الله عليه وإذا ما تأملناه وعملنا به فسننجوا بإذن الله رب العالمين من فتن كثيرة ,
قال : وأصلي وراء من غلب .
فلم يكن رضوان الله عليه وغيره من علماء الصحابة يشغلون أنفسهم بتلك الأمور .
فالذي يقول علينا أننا سلبيون ,, أقول له : نحن سلبيون في الفتن وهذه هي قمة الايجابية .
ونحن المتمسكون بكتاب ربنا وبسنة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم .

سابعا :
يقول الشيخ الوالد محمد بن سعيد بن رسلان حفظه الله :
هل قام النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالإصلاح الذي قام به عن طريق الإصلاح السياسي أم عن طريق الإصلاح التربوي العَقَدي؟!!
وبطريقةٍ أخرى، يُقال: هل بدأ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بإصلاح دولته أم بدأ بإصلاح شعبه؟!
الجواب واضح . سؤالٌ جوابُه لا يختلف فيه اثنان، ولا ينتطح فيه عَنْزان!
إن إخلاصَ المرء في نُبْل هدفه الذي هو تحقيقُ قيامِ الدولةِ الإسلاميةِ لا يُعفيه من النظر في الطريقة النبوية للوصول إلى ذلك المقصود.
نُبْلُ الهدفِ وحدَه لا يكفي! قد يكونُ المرءُ نبيلَ الهدفِ جدًا، يخوضُ إلى الشاطئ بِركَةً من الوَحْلِ والطين، وهو يحسب أنه سيصل إلى الشاطئ نظيفَ الثَوب والبدن!! وهيهات!
وأنَّى يكونُ ذلك؟! وهو يخوضُ إليه بِركَةً من الوَحْلِ والطين!
ولا يُقال: كيف تصلون إلى تحكيم الشريعة والإصلاح إذا لم تشاركوا في الإنتخابات؟!!
ولكن يُقال: هل شاركَ رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كفارَ قريشٍ في حكمهم حتى وصل إلى تحكيم شريعة الرحمن؟!! هذا هو اللسانُ الصادقُ لأهل الاتباع الصادق.
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: بينما نحن عند رسولِ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذ ذكروا الفتنةَ أو ذُكرتْ عنده، قال: "إذا رأيتَ الناسَ قد مَرَجَت عهودُهم، وخَفَّت أماناتُهم، وكانوا هكذا" -وشَبَّك بين أصابعه- قال: فقمتُ إليه؛ فقلتُ له: كيف أفعلُ عند ذلك جعلني اللهُ فداكَ؟ قال: "الزمْ بيتكَ، واملكْ لسانكَ، وخُذْ ما تعرف، ودعْ ما تُنكر، وعليكَ بأمر خاصة نفسِكَ، ودعْ عنكَ أمرَ العامة". رواه أحمد، وأبو داودَ، والحاكم، وهو صحيحٌ.
فإن قِيلَ: ولكنَّ المجتمعَ في حاجة إلى هذه المناصب، فما الجواب؟!!
احذرْ أنْ تدخلَ فيما ليس لكَ فيه مدخل، وأنْ تتكلمَ فيما ليس لكَ به علم؛ فإنْ تكلمَ المرءُ في غير فَنِّه أتى بالعجائب!! مَن تكلمَ في غير فَنِّه أتى بالعجائب!!

ثامنا :
ما هي دعوة الانبياء ؟
يجيبك الشيخ العلامة الألباني رحمه الله :
قال : تجد كثيراً من هؤلاء وهؤلاء لا يحققون الإسلام في ذوات أنفسهم ، فيما يمكنُهم أن يطبِّقوه بكل سهوله . وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتهم بأنه لا حكم إلا لله ، ولا بد أن يكون الحكم بما أنزل الله ؛ وهذه كلمة حقٍّ ، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه .
إن نوحاً عليه الصلاة والسلام أقام ألف سنة إلا خمسين عاماً ، لا يصلح ولا يشرع ولا يقيم سياسة ، بل : يا قوم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .
هل كان هناك إصلاح ؟ هل هناك تشريع ؟ هل هناك سياسة ؟ لا شيء ، تعالوا يا قوم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ،
فهذا أول رسول – بنص الحديث الصحيح – أُرسل إلى الأرض ، استمرَّ في الدعوة ألف سنة إلا خمسين عاماً لا يدعوا إلا إلى التوحيد ، وهو شغل السلفيين الشاغل ، فكيف يُسفُّ كثير من الدعاة الإسلاميين وينحطُّوا إلى درجة أن ينكروا ذلك على السلفيين .
الحل يتمثل في العودة الصحيحة إلى الإسلام ، الإسلام بالمفهوم الصحيح الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
قال تعالى : ( إن تنصروا الله ينصُرْكم ) وهي التي أجمع المفسرون على أَنَّ معنى نصر الله : إنما بالعمل بأحكامه ، فإذا كان نصر الله لا يتحقق إلا بإقامة أحكامه ، فكيف يمكننا أن ندخل في الجهاد عملياً ونحن لم ننصر الله ؛ عقيدتنا خراب يباب ، وأخلاقنا تتماشى مع الفساد انتهى ,,
أقول قولي هذا وأستغفر الله رب العالمين لي ولكم ,,,وعسى أن يؤلف الله بين قلوب عباده ,,, وأن يجعل لنا فرجا ومخرجا ,,,عباد الله ,,, تجردوا لله رب العالمين ولا تعاندوا ,,, لماذا العناد ؟؟؟!!!قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق