الجمعة، 13 أبريل 2012

مقتطفة من كتاب وسطية الإسلام لفضيلة الشيخ ربيع بن هادى المدخلى

منذ نشأ الإخوان المسلمون و هم يقولون جهاد , جهاد , الدولة الإسلامية , الخلافة الإسلامية , و المسلمون في انحطاط على أيديهم و في تقهقر إلى الوراء والوراء على أيديهم , مع الأسف الشّديد و هم يزعمون أنّهم دعاة الإسلام و المجاهدون باسم الإسلام ومع الأسف الشّديد لا يزيدون الأمّة إلاّ هلاكا ,و يقدمون شباب الأمّة هدايا على أطباق من الذهب كما يقال للأمريكان و للرّوس يذبحونهم كما يذبحون الفراريج و الدّجاج ,يقدّمونهم هكذا لا عدّة من عقيدة و لا عدّة من مادّة و سلاح .

الله تبارك و تعالى شرع الجهاد في هذه الأمّة إذا كانت أمّة حقّا مؤهلة للجهاد بعقيدتها و برجالها وبأخلاقها و بعدّتها المادية والعسكرية فهؤلاء لا عقيدة صحيحة و لا منهج صحيح و لاعدّة مادية ! ويقولون : " الجهاد , الجهاد " أهلكوا الأمّة و هم و الله يتمتّعون ويتلذذون بالمناصب و بالأموال و المآكل و المشارب و يذهب ضحيّة هذه الشعارات الفاسدةو هذا الصراخ المفتعل , يذهب ضحايا كثيرة من أبناء المسلمين بهذه الشعارات والنّداءات الفارغة , فعلى الأمّة أن ترجع إلى كتاب ربّها و سنّة نبيّها لتكون أمّة وسطا كما أخبر الله و كما وصف الله تبارك و تعالى , و لتكون خير أمّة أخرجت للنّاس و بهذه العودة و باستعادة هذه المكانة عند الله عزّ و جلّ تعود العزّة و الكرامة للأمّة ووالله لن تنفع هذه الشعارات هذه الأمّة أبدا بل ما تزيدها إلاّ انحطاطا ودمارا و ذلاً و هوانا .

ألا فليدرك المسلمون مصدرعزّهم و مصدر هلاكهم فيجتنبوا مصادر الهلاك و منها هذا الغلوّ و كثير من هذا الغلوّ مفتعل و الله أعلم و مصطنع , و تعرف مصدر عزّها فتهرع إليه و تعظّ عليه بالنّواجذ وتربّي أنفسها و أجيالها عليه ليحقق الله لهم ما حقّقه لأسلافهم الكرام .

أسأل الله أن يهيئ لهذه الأمّة دعاة صادقين مخلصين يعودون بهم إلى مصدرعزّتهم وكرامتهم وسعادتهم ,كتاب الله و سنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذيفيه كلّ الكمال و منه التّوسط والاعتدال . أسأل الله أن يحقق ذلك

--------------------------------------
مقتطفة من كتاب
وسطية الإسلام
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادى المدخلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق